هاآرتس : زعماء مصر وإسرائيل والأردن التقوا سرا في العقبة قبل عام

التعليق على الفيديو، نتنياهو يقر بعقد قمة سرية مع السيسي والملك عبد الله

قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية علاء يوسف إن " القاهرة لا تدخر وسعاً في سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استناداً إلى حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم "

وجاء ذلك بعدما سربت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أنباء عن قمة سرية، أقر بانعقادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجمعته مع العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمبادرة خاصة منه لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين، في العقبة بالأردن مارس /آذار الماضي.

وأضاف نتنياهو أنه أبلغ جون كيري وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، الذي حضر الاجتماع أيضا، رفضه المبادرة الأمريكية نظرا لصعوبة إقناع حكومته بالاقتراحات العربية حينها.

عبدالله ونتنياهو
التعليق على الصورة، نتناهو أكد حدوث لقاء مع ملك الأردن والرئيس المصري مارس الماضي لبحث سبل دفع عملية السلام لكنه تراجع تحت ضغط المتشددين في حكومته

وشملت المبادرة مقترحا عربيا نقله كيري لنتنياهو، يقضي باعتراف عربي بيهودية دولة إسرائيل مقابل التفاوض مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.

وكانت صحيفة هاآرتس قد سربت أنباء القمة الرباعية في العقبة نقلا عن مسؤولين أمريكيين في إدارة الرئيس باراك أوباما.

وقال مسؤولون أمريكيون كبار في الإدارة السابقة أن اللقاء الرباعي أخفق وضاعت فرصة عقد قمة أكبر بين إسرائيل ودول عربية أخرى لدفع السلام، بعد تراجع نتنياهو عن مواصلة المفاوضات خوفا من معارضة حكومته اليمينية.

وقال الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، في اتصال هاتفي إجرته معه بي بي سي في وقت سابق إنه "لا تعليق على مثل هذه الأنباء والتسريبات".

وكان نتنياهو قد أجرى مباحثات في ذلك الوقت لتشكيل حكومة ائتلافية مع التحالف الصهيوني بقيادة إسحاق هيرتزوغ، لكنه تراجع وتحالف مع أفيغدور ليبرمان، من حزب "إسرائيل بيتنا"، وضمه للحكومة في منصب وزير الدفاع.

واتهم هيرتزوغ نتنياهو حينها بهدر فرصة للتفاوض مع دول عربية والفلسطينيين عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية.

السييسي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، الرئيس السيسي عرض على إسرائيل سلاما دافئا مقابل حل الدولتين في خطاب ألقاه مايو/ أيار الماضي

"سلام دافئ"

وكان الرئيس المصري قد دعا الإسرائيليين في مايو/ آيار الماضي، إلى إيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين والسماح بإقامة دولة فلسطينية، وذلك إذا ما أرادوا "سلاما دافئا مع مصر".

وقال السيسي في كلمة على هامش افتتاح أحد مشروعات الطاقة في صعيد مصر "سيتحقق سلام أكثر دفئا (مع إسرائيل) إذا تمكنا من حل المسألة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين، ونعطي أملا للفلسطينيين في إقامة دولة وتكون هناك ضمانات للدولتين".

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي لوزراء من حزبه الليكود بحقيقة عقد القمة مع الرئيس المصري وملك الأردن، قائلا إنها جاءت بمبادرة شخصية منه على أمل عقد قمة إقليمية أوسع مع بقية الدول العربية، بحسب تأكيد مسؤول في الحكومة.

مستوطنات

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، استمرار الحكومة الإسرائيلية في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية أبرز أسباب فشل جهود إحياء عملية السلام

وكان كيري قد قدم العرض الأخير لإحياء عملية السلام، بعد انهيار مفاوضات السلام بين الجانبين في 2014، بسبب عدة قضايا من بينها بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ورفض الفلسطينيين طلب الإسرائيليين الإعتراف بيهودية دولتهم.

وتتلاشى الآمال في حدوث دفعة جديدة لعملية السلام في ظل المشكلات الداخلية التي يواجهها نتنياهو بسبب تحقيقات الشرطة معه بشأن مزاعم فساد.

وكان أعضاء من اليمين المتطرف في الحكومة الإئتلافية قد أعربوا عن سعادتهم بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول انفتاحه على طرق جديدة لتحقيق السلام لا يترتب عليها بالضرورة إنشاء الدولة الفلسطينية.

وقال ترامب أثناء لقاء مع نتنياهو في البيت الأبيض في الآونة الأخيرة : "أفضل حل دولتين وأيضا دولة واحدة، وأنا أحب أيضا ما سيتفق عليه الطرفان"، ما يعد تراجعا عن ثوابت الإدارة الأمريكية وتبنيها حل الدولتين.